يا شيكا لاتحزن .. الكل في المنظومة "عينه مكسورة

Posted by abdelhaliem on 5:06 ص


بنفس منطق (اللي تغلب به إلعب به) الذي يتخذه مجدي عبدالغني - أحد أعضاء إتحاد الكرة - نبراساً له في التعاطي مع الأمور الحياتية كما يذكر دائماً .. تستخدم جماهير "المدرجات الحمراء" كل السبل غير المشروعة لكي (تغلب) .. وعهدنا بهم كذلك منذ زمن ، ورغم الثورة التكنولوجية والمعلوماتية الهائلة بعد دخول التليفزيون كل بيت وانتشار برامج التوعية ومحو الأمية والتثقيف والإنترنت إلا أن المدرجات الحمراء (محلك سر) .. من أيام الهتافات الشهيرة ضد حسن شحاته وهو لاعباً في كل مباراة للأهلي سواء كان الزمالك طرفاً فيها أوليس طرف ، وكل هذا من أجل الضغط عليه والتأثير على تركيزه والنيل من معنوياته كونه محور أداء نادي الزمالك آنذاك .. إلى الهتافات العنصرية الحقيرة ضد نجم النجوم شيكابالا وتلك الألفاظ التي لاتخرج إلا من أناس أصحاب نفوس مريضة بداء الجهل .. ومروراً باللاعب الفذ محمد صبري الذي خسرته ملاعب الكرة وهو صغيراً لنفس السبب ومواهب أخرى كثيرة .

لن أسهب كثيراً في الحديث عن هتافات صبية المدرجات الحمراء بعد رفضهم دائماً التعلم من نظرائهم في مدرجات الزمالك والذين أعطوا لهم المثل والدروس في الالتزام بالتشجيع المثالي لفريقهم .. لكن ما استوقفني هنا هو عدم تدخل الإدارة الحمراء لتوعية هذه الفئة الضالة من جماهيرهم التي تسكن المدرجات وهم أعلم من الجميع أن هؤلاء كالقطيع لايسيرون إلا خلف الراعي حامل الإشارة الحمراء فقط .. ولاتنفع معهم نصيحة ولا شعارات عبر قناة أكلت نار التعصب قلوب غالبية العاملين بها .

إن عدم تدخل إدارة حسن حمدي لإثناء هؤلاء الجهلة عما يفعلون تؤكد مباركتهم ورضاهم وتأكيدهم على مايحدث ، ولما لا وقد خرجت نداءات إعلامية متكررة قبيل المباراة لضرورة جلوس إدارة الناديين مع روابط المشجعين واستجاب لذلك المحترم المستشار جلال إبراهيم وأبت إدارة حمدي لأنها تربت على نفس منطق (اللي تغلب به) ويعلموا تماماً قدر شيكابالا عندما يكون اللعب داخل المستطيل الأخضر (وليس خارجه) وهم متأكدين أن اللعبة لوكانت كرة قدم فقط لزلزل شيكابالا ورفاقه كراسيهم .

إن هؤلاء المرضى يكرهون وجود أية موهبة على أرض مصر إلا في ناديهم .. يهاجمون منتخب مصر طالما لايضم لاعبيهم ولهم تاريخ أسود في ذلك ، وبعد هذا كله للأسف يصفهم الإعلام بأنهم "جمهور عظيم" لأن غالبية العاملين بالإعلام تربوا على هتافاتهم ومدينين لهم بالفضل في تواجدهم على الساحة الرياضية من الأساس وهم أنصاف موهوبين ، بعدما نصبوا لهم التماثيل وهم الأقل كفاءة أيام كانوا لاعبين .. إذاً لاتحزن ياشيكا من الإعلام عندما يمجدهم بعدما يصفونك (بالقرد والعبد الأسود ) وكل المفردات العنصرية التى حرمتها الأديان والأعراف الدولية ، فالإعلام الرياضي (عينه مكسورة) وعليه دين لهؤلاء الموتورين .

لاتحزن ياشيكا عندما يتخلى عنك سمير زاهر رئيس الإتحاد لأنه الآخر (عينه مكسورة) ويستمد وجوده على رأس إتحاد الكرة من محاباة الزملاء والأسياد في الجزيرة فضلاً عن أنه ارتدى الملابس الحمراء وتربى هو الآخر على هذه الهتافات ويعلم تمام العلم أنه سيطير من فوق كرسيه لو اختلف معهم في شئ ولك في المزايدة وإقالة محمود طاهر المحترم وحقوق البث والرعاية والأوامر المباشرة لوكالة الأهرام كي ترعى بطولة حوض النيل خير مثل .

لاتحزن ياشيكا من محمد حسام رئيس لجنة الحكام فولائه بالتأكيد لرئيسه ومعلمه سمير زاهر ويعلم أن وجوده مرتبط بوجود سمير ولن يفعل أبداً مايعكر صفو العلاقة .

لاتحزن ياشيكا فأنت مصري أصيل لونك الأسمر الجميل دليل إنتمائك لبلد النيل العظيم وطينه الذي خرج منه كل مصري (حُر) .. نعم أنت أكثر إنتماءاً من المنحطين والسفلة الذين حقروا من لون بشرتك وستبقى بإذن الله دائماً نجم النجوم وأمل الكرة المصرية ومستقبلها ، ولن أقول فيك أكثر مما قاله الكاتب السياسي بجريدة الأخبار اللبنانية وائل عبدالفتاح والذي أسرت قلبه بإبداعك وسحرك فقال تحت عنوان "جحيم المواهب في جنة المتوسطين" :

شيكابالا يعيش غربة كاشفة في الملعب .. غربة المواهب الكبيرة الخارقة في لحظة تعبُد متوسط الموهبة وتحوله إلى نجم النجوم .. مصر لاتستوعب شيكابالا وترضى فقط بمن يقصون الأجنحة ويدورون برؤوسهم في حلقات ذكر ودروشة تكرر المألوف وتخاف من التجربة والإبداع بإسم الإستقرار .. مصر بلد الاعتدال والوسط .. هكذا تتوه الموهبة الكبيرة ويحاصرها السياق الضيق الذي يستوعب جيوشاً من المنافقين ولايقدر على تحمل موهبة واحدة خارج النمط تفتح سياقاً آخر .. شيكابالا موهبة لاتتحملها توافقات مصر في عصر قام كله على تقديس المتوسط .. الوسط له قيمة وتقدير .. والنجاح للمتوسط والأقل كفاءة .. لاإبداعات خارقة .. ولاخروج عن حدود يرسمها متوسط الموهبة .. ولد شيكابالا في الملاعب غريباً ، وسيرحل غريباً بعد أن يترك سحره علامات على لحظة لاتستوعب موهوبيها وتمنح نفسها كاملة للأنصاف والمتوسطين .

لن أستطيع ياشيكا بعد هذا الكلام من أحد عشاقك ومحبيك في عالمنا العربي الذي يتغنى بإبداعك وسحرك أن أكتب لك ، وآخر الكلام : أدعو المولى عز وجل بالرحمة والمغفرة لهذه الأم المصرية العظيمة التي أنجبت لنا هذا الفتى الرائع ساحر القلوب "ش ي ك ا ب ا ل ا" .

*ملاحظة : في كل مرة أحاول فيها أن أطرح رؤية للتطوير المستقبلي من خلال مقالاتي سواء على مستوى الكرة المصرية بشكل عام أو داخل نادي الزمالك بصفة خاصة إلا أن الأحداث تتسابق وتفرض نفسها بقوة .. تستفذني وتأخذني للكتابة في موضوع آخر .. وقد يبدو للبعض أن مقالاتي تسير في إتجاه واحد وهذا غير صحيح .. لكنه القدر وتسارع الأحداث ، وإلى لقاء آخر إن شاء الله .